Kalimat Anghami
نهج البردة
إستماع 822 • إعجاب 47
 ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ * أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ

 لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً * يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي

 جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي * جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ

 يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ * لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ

 لَقَد أَنَلتُكَ أُذناً غَيرَ واعِيَةٍ * وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ

 يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَداً * أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ

 يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ * وَاِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ

 صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ * فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ

 وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ * وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ

 اِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ * في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ

 أَلقى رَجاي اِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى * مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ

 اِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ * عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ

 وَاِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ * قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ

 لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن * يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللَهِ يَغتَنِمِ

 مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ * وَبُغيَةُ اللَهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ

 وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللَهُ قائِلُها * لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ

 هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلَأَت * أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ

 سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ * في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ

 أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِم * اِلّا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ

 أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً اِذ مَلائِكُهُ * وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ

 لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِم * كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ

 صَلّى وَراءَكَ مِنهُم كُلُّ ذي خَطَرٍ * وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللَهِ يَأتَمِمِ

 جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِم * عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ

 مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ * وَقُدرَةُ اللَهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ

 حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها * عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ

 وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ * وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاِستَلِمِ

 يا رَبِّ هَبَّت شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها * وَاِستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ

 رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ * أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ

 فَاِلطُف لِأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا * وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفاً وَلا تَسُمِ

 يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ * فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ