على حافة سور برج القاهرة في الطابق السادس عشر، كان الهواء يتلاعب بشعر شاب أسمر البشرة ممشوق القوام يرتدي جاكيت بدلة سوداء تتطاير أطرافه للوراء من شدة الرياح، ورغم ذلك كان يقف متحجراً كالتمثال، تعلقت عيناه على تلك النجوم التي أمامه، كان يأبى أن ينظر لتلك السيارات التي لا يظهر منها إلا أضواءٍ تتحرك في الأسفل، أغلق عينيه وأصم أذنه، حين كان صوتاً أنثوياً مرتعباً يناديه من خلفه: لا يا مجدي أرجوك مجدي، حرر قبضتيه بعد أن كان يمسك بتلك الأعمدة الحديدية التي كان يقف بينهم وفتح عينيه وهو يفرد ذراعيه كطائر يريد أن يحلق بعيداً،